2025-08-01 13:10:00
تواجه هيئة الإذاعة والتلفزيون المصري (ماسبيرو) تحديات كبيرة في بث مباريات كأس الأمم الأفريقية 2023 التي تستضيفها مصر خلال الفترة من 21 يونيو إلى 19 يوليو، حيث تعاني من صعوبات تقنية ومالية في تلبية متطلبات البث عالي الجودة التي يفرضها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم والشركة الحاصلة على حقوق البث.

التحدي التقني: الفجوة بين البث المحلي والقاري
تكمن المشكلة الأساسية في الفارق الكبير بين معايير البث للمباريات المحلية وتلك المطلوبة للبطولات القارية. فبينما تتراوح جودة بث مباريات الدوري المصري بين 4 إلى 6 غيغا، تتطلب مباريات كأس الأمم الأفريقية جودة تصل إلى 9-12 غيغا، وهو ما يستلزم:

- تحديث سيارات البث الحالية
- توفير كاميرات ذات عدسات كبيرة وسرعات عالية
- تحسين البنية التحتية للبث الفضائي
التكلفة الباهظة: 80 مليون دولار لتلبية المتطلبات
تقدر التكاليف المطلوبة لتحديث أنظمة البث بما يقارب 80 مليون دولار، وهو مبلغ يفوق قدرات ماسبيرو المالية. وقد بدأت مصر مفاوضات مع دول عربية مثل الإمارات والسعودية لتمويل هذه المتطلبات، في محاولة لتجنب الصدام مع شركة "لاغاردير" الفرنسية صاحبة حقوق البث الحصرية.

الحلول المطروحة: التحول للبث الرقمي الأرضي
يسعى ماسبيرو لاعتماد تقنية البث الرقمي الأرضي (DVB-T2) كحل بديل، حيث تتميز هذه التقنية بـ:
- تكلفة أقل مقارنة بالبث الفضائي
- إمكانية التشفير المحلي
- جودة مقاربة للبث الفضائي
- عدم الحاجة لبنية تحتية معقدة
أزمة الكوادر: صراع بين الخبرات المحلية والأجنبية
تواجه الهيئة أزمة أخرى تتعلق بالكوادر الفنية، حيث تفضل الاستعانة بمخرجين أجانب (فرنسيين وبرتغاليين) كما حدث في نسخة 2006، مما أثار استياء العاملين المصريين الذين يطالبون بفرصة للمشاركة والاستفادة من الخبرات الأجنبية.
تبقى الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد قدرة مصر على تخطي هذه التحديات وتقديم بث يليق ببطولة قارية تستضيفها على أرضها، في اختبار حقيقي لقدراتها التقنية والتنظيمية.